أخبار وتقارير

اعترافات جريئة وحكايات أليمـــــــــة

المستقلة خاص ليمنات

عندما تكتشف الفتاة أن حاميها حراميها وأن الرجل الذي يجب أو تظن أنه سيحميها من الذئاب البشرية قد تحول إلى ذئب يريد افتراسها لحظتها كيف يمكن لها أن تتصرف ولمن تلجأ؟.. التحرش المسكوت عنه والذي تفرضه ظروف العائلات وأحياناً العادات والتقاليد فيسكن ابن الخال أو ابن العم أو الن الأخ أو الأخت مع الأسرة.. فلماذا تتردد كثير من وسائل الأعلام والصحافة في طرحه ومناقشته أمام الرأي العام وما الذي قد يدفع الشباب لأن يعتدي على فتاة قريبة له حول هذا الموضوع الشائك والصعب تجرأنا وأجرينا التحقيق التالي وخرجنا بهذه المحصلة :

 استطلاع / آمنه هندي

وساوس إبليس

خلود 29سنة قالت : الموضوع حساس للغاية ويتناول جريمة لا يرتكبها إبليس نفسه ولكنها تحدث وقد حصل أن فتاة أعرفها وهي في بداية مرحلة المراهقة شكت لي ذات مرة من تحرش قريبها المراهق الذي يبلغ من العمر 17سنة فجلست أبحث معها عن السبب الذي دفعه لهذا الفعل الغريب .. حاولت أن أوثق علاقتي بالفتاة في الأول وقمت بزيارتها في بيتهم أكثر من مرة لأن الموضوع أثارني خصوصاً وأن هذا الشخص القريب لها  كما أخبرتني لا يشرب الخمر ومن خلال زياراتي للفتاة وجدتها تميل إلى ارتداء الملابس  القصيرة التي تظهر مفاتن الجسد وأجزاء منه مثل الذراعين والساقين وجزء من الظهر ومقدمة الصدر وبعض الفتيات  تعتقد أن لبسها لمثل هذا النوع من الملابس لا يثير الغرائز لكن إبليس لم يدع  شيئاً إلا ونفخ فيه وساوسه ولهذا نصحتها بتغيير تلك الملابس التي تلبسها في البيت وعندما تحججت بحرارة الجو وانقطاع التيار الكهربائي نصحتها وقلت لها بأنها بهذه الطريقة تتحمل جزء من الذنب وأنها قد تتعرض لا سمح الله للاغتصاب وقد تحمل منه وقد تسجن فوعدتني بأن تغير تلك الملابس وتستبدلها بأخرى أكثر حشمة .

 

تاب لكنني ما زلت أخاف منه

تقول نوال 22سنة : عندما كان عمري 12سنة عانيت من تحرشات قريب لي جداً كان في عمر 19سنة ويسكن معنا في المنزل نتيجة ظروفه الدراسية، وكانت أفضل وسيلة لتجنب مضايقاته بالنسبة لي هي الهروب منه وعدم البقاء وحيدة في المنزل لكن وفي يوم وبينما هو يحاول التحرش بي ضبطته أمي فجأة وهو يحاول معي فقامت بضربه وهي في حالة هستيريا وتهديده بالطرد من المنزل وبسبب الخوف غاب عن المنزل لعدة أيام ومن يومها لم يفعلها معي ثانية صحيح أمي تقول أنه تاب لكنني حتى الآن أخاف منه ولا أثق به رغم أني تزوجت ومعي طفلة عمرها ثلاث سنوات لكن من المستحيل أن أتركها معه وقد وافقت على أن أتزوج وأنا في سن صغيرة 19سنة لأنني لا أريد أن أعيش معه في بيت واحد.

جريمة يكتنفها الغموض

ندى موظفة 27سنة قالت: من المؤكد أن الكلام في هذا الموضوع بالنسبة للكثيرين أمر مزعج ومرفوض نظراً لبشاعته وفظاعته وهذا أحد الأسباب التي شجعت على وجوده ولهذا نلاحظ أن مثل هذه الجريمة لا يكشفها إلا الحمل وأنا لا أستطيع أن أحمل الفتاة وحدها المسئولية لأنها تكون بحكم المغتصبة .     

هفوات شيطانية

أفراح موظفة 29سنة : أعتقد أن الفتاة التي تتعرض لتحرش من قبل أحد أقربائها تكون في عمر مناسب لكي تتخذ ردة فعل قوية تمنع هذه الجريمة ولكن كل الفتيات اللواتي كن فريسة لهذه التحرشات فضلن الاستسلام والرضوخ للرغبات الشيطانية ولم يفعلن شيئاً لمنع حدوث مثل هذه الجريمة ولهذا أقول لو كانت هناك ردة فعل قوية من الفتاة منذ البداية وكان هناك زجـر وردع وتهـديد صدقوني أنه سيتوقف ولن يحاول مرة أخرى .

 

الرأي النفسي والاجتماعي

 ومن الخط الساخن قالت منى الكوكباني : منذ أن بدأ الخط الساخن للمساعدة النفسية تلقينا الكثير من  الاتصالات من طالبي المساعدة النفسية لم نستقبل من تحرش  المحارم سوى حالة واحدة قالت فيها فتاة بأنها تعرضت لتحرش من شقيقها وعندما التقينا بالشاب وبدأنا في دراسة الحالة وجدنا أنه يعاني من مرض عقلي وفوراً بدأنا معه مشوار العلاج وبالنسبة لهذا النوع من الجرائم من خلال عملي في مجال البحث النفسي أستطيع القول أن من يرتكبه هو شخص غير طبيعي  ولابد أن يكون مصاباً بالفصام أو اضطرابات ذهانية أو  شخصية أو الهوس أو من مدمني المخدرات ومتعاطي الكحول حيث تؤدى هذه المواد إلى حالة من اضطراب الوعى واضطراب الميزان القيمي والأخلاقي لدرجة يسهل معها انتهاك كل الحرمات.

أيضاً تأخر سن الزواج ووجود أسرة كبيرة في سكن صغير وتكدس الأسرة في غرفة واحدة يصل متوسط أفرادها إلى 6أو7عامل مساعد لمثل هذه التحرشات.

وعن الحالة النفسية للضحية  تخيل فتاة صغيرة تتعرض للاعتداء من قبل شخص يفترض أنه حاميها دون شك سوف تحمل مشاعر متناقضة تجعلها تتمزق من داخلها، فهي من ناحية تحبه كقريب ومن ناحية أخرى تكرهه بسبب اعتدائه عليها وبسبب هذه المشاعر المتناقضة تعاني من الكآبة الشديدة و العزلة والعدوانية تجاه الذات فتفكر بالانتقام من نفسها جراء شعورها بالعار والذنب وقد تقدم على الانتحار .

ولكي نحمي أسرنا من الوقوع في مثل هذه الأفعال المشينة علينا إلتزام قدر معقول من التعامل المحترم بعيدا عن الابتذال والتساهل،  وكذا الابتعاد عن المخدرات والكحول وأخيراً أطالب بالكشف عن مثل هذه الحالات وإخضاعها للتحليل والدراسة ومعرفة الأسباب النفسية والاجتماعية إذ أن السكوت عن هذه الجرائم يعد عاملاً مساعداً في زيادتها.

دراســـــــــــــــــــــــــــــــــات

< أجرى معهد Unicriومقره في روما بحثاً عن ضحايا الجريمة وقد شمل 36 دولة ومن ضمنها دول عربية، وتبين أن 10% من العينة الكلية تعرضن للتحرش من أقاربهن.

< 66% ممن تورطن في هذا الفعل غير ملتزمات عقائدياً.

< وفي دراسة شملت 170 شخصا ممن ارتكبوا هذا النوع من الجرائم تبين أن 33% كانوا مدمنين و ان 15 %  منهم من مدمني الخمر .

فيما ثبت أن ثلث من وقعت عليهم اعتداءات جنسية كانوا تحت سن التاسعة من عمرهم.

 أوقفته بصفعة قوية

شادية 24سنة قالت:  الصفع وبقوة عند أول حركة مشبوهة كفيل بإنهائها من البداية وأذكر أن قريباً لي قام في مرة بحركة لم أرتح لها فصفعته صفعة قوية فلم يجرؤ مرة أخرى على تكرارها لكن المشكلة التي تجعل  هذا النوع من التحرش  يتطور ويصل إلى ارتكاب الفاحشة  هو سكوت الفتاة  نتيجة خوفها وعدم إتخاذها موقفاً رافضاً وصريحاً مما يشجع هذا الشخص على التمادي أكثر.

يتحرش بقريبته أمام زوجها

أم ملاك قالت : أنا متزوجة وأم لثلاثة أطفال وعندي قريب مريض عقلياً ولهذا فقد تحرش بي كثيراً أمام زوجي , الذي كان يعطف عليه ويحاول منعه من تكرار فعلته وطبعاً هذا الشخص عندما يشتد عليه المرض يقوم بنزع ملابسه عن جسده ويحاول  نزع ملابس أي شخص يكون بالقرب منه، وقد قمنا بعلاجه لكن حالته مستعصية فهو مجنون ولا يمكن علاجه ولهذا لم يغضب منه زوجي ولا حتى أنا لأننا نعلم بحالته ولو كان بعقله ما كان ليفعل هذا أبداً ، ونحن نحاول أن نحتويه لان الجميع تبرأ منه ولم يعد له أحد في هذه الحياة . 

حالات  نادرة

خالد عبد الله 34سنة : مثل هذه الجرائم تحدث وهي حالات نادرة جداً ولا تحدث إلا نادراً ويكون لها أسبابها الخاصة لكن طرحها في وسائل الإعلام قد يهدد العلاقات الأسرية فكل فتاة تقرأ أو تسمع عن فتيات تعرضن للتحرش من قبل أقربائهن قد يتولد لديها شعور بالخوف من أقربائها فهناك كثير من الأسر يعيش معها أبناء الخال أو العم نتيجة ظروف الدراسة الجامعية مثلاً.

ما خفي كان أعظم

سالمة ناشطة حقوقية : من الصعب جداً على أي فتاة أن تتحدث عن تعرضها للتحرش من قبل أقربائها في البداية لأنه لن يصدقها أحد فمثل هذه الجريمة ارتكابها صعب ولا يستطيع إقترافها إلا من كان غير طبيعي , والفتاة التي يحدث لها هذا النوع من الاعتداء المقزز في الغالب تكون في سن صغيرة 12أو13سنة ولأن من يفعل هذا هو الشخص الذي تتوقع منه أن يحميها  فإنه قد يهددها فتخاف منه وتسكت وفي الغالب لا تنكشف هذه الجريمة البشعة إلا عندما تحمل الفتاة وحتى عند حدوث مثل هذا فإن الأسرة تسارع في تغطية الموضوع بأي طريقة  حتى لا تتلطخ سمعتها بهذا العار  ولهذا نستطيع القول بأن ما خفي كان أعظم.. 

ذئب في المنزل

صغير على 26سنة: كانت تجمعني بفتاة علاقة صداقة وفي مرة من المرات اتصلت بي وكانت تبكي وعندما سألتها عما يبكيها قالت لي بأن قريباً لها يحاول التحرش بها وأنها لا تدري ماذا تفعل فوالدها مريض بالزهايمر وأمها قد لا تصدقها لأنها تحب الولد فهو قريبها ولا تصدق عليه أحداً  وعلى العموم كان في كل مرة تصده يُضيق عليها الخناق ويمنعها من الخروج ساعتها وجدت نفسي أمام مشكلة كبيرة فالأب مريض والأم لا تصدق فنصحت الفتاة بأن لا تختلي به ولا تظهر له ضعفها وتذكره بأن هذا الذي يفعله معها من الكبائر وتحاول تهديده بإخبار أمها وبعض أقاربها مثل عمها أو خالها أو تشتكي عليه ومن خلال تواصلي معها وجدت أنه خاف وترك التحرش بها لكنه كان يعاقبها بمعاملتها بقسوة وبالتضييق عليها وشتمها وضربها عند أقل هفوة فقلت لها أن تصبر وتحتسب وقد أراد الله أن سافر هذا المعتوه للسعودية فشعرت بالراحة والأمان لكنها الآن تشعر بنوع من القلق بسبب الأحداث الأخيرة التي حصلت مع المغتربين والقرارات الجديدة وتخشى أن يعود في الأيام القليلة القادمة ويتحرش بها من جديد , فالفتاة التي تتعرض لهذا النوع من التحرش تعيش مأساة دائمة ولاتعرف ماذا تفعل لان الداء من الداخل وحاميها حراميها.

زر الذهاب إلى الأعلى